-
الشباب السعودي في عام الاستحقاقات المتسارعةالإثنين, 26 ديسيمبر 2011
لم يماثل عام 2011 غيره من الأعوام التي عاشها جيل الشباب المولود في فترة الثمانينات من القرن الماضي، إذ كان هذا العام فريداً من نوعه بالنسبة إليهم، فما شهده من أحداث دفعت التاريخ إلى التقاطها وتسجيلها في دفاتره كحالات لا تُنسى، جعله مستحقاً لهذا الوصف.
أحداث عدة سجّلت حضورها، سياسياً واجتماعياً وثقافياً، وحتى رياضياً، كانت للشباب السعودي معها وقفة، وردود فعل خاصة بهم، بعضها صدر عن وعي، وبعضها عن عاطفة، والبعض الآخر كان متحفظاً. المهم أنها لحظات رافقت جيل الشباب، فأصدقاء الأجهزة الذكية والإعلام الجديد وجدوا أنفسهم يعايشون ثورات عربية متوالية، كانوا قبل أن يشاهدوها، يسمعون ويقرأون عنها في حقب زمنية مضت، إلا أنهم اليوم رأوا رؤساء دول يتساقطون تدريجاً.
كيف جاءت الأحداث وما هي أسبابها ولماذا حدثت، أسئلة قد لا تكون بتلك الأهمية لدى الكثير من السعوديين، إلا أن ثمة أسئلة أخرى تبدو أبرز قياساً بالأسئلة السابقة، يأتي بينها، متى يمكن السفر إلى تلك الدولة؟ ومتى سيسقط هذا الرئيس للاستمتاع بأجواء بلاده؟ وبعيداً من الأسئلة فإن التعليقات الطريفة المتبادلة تطلّ وتتراقص بين أجهزة كفيّة في حوزتهم.
اهتمام رياضي يغلب على الكثير من الشباب الذين تضاعفت صدمتهم بخسارة منتخبهم الكروي في بطولة آسيوية أمام منتخبين حديثي العهد بالمنافسات الدولية القوية، بعد أن كان حاز البطولة ذاتها ثلاث مرّات في وقت مضى، وتبعت ذلك مطالبات وصيحات وأحاديث يهطل منها قدرٌ من التذمّر، تحقّق بعضها والبعض الآخر في انتظار، أو كما يقول هاني: «أسكتونا بشيء وأهملونا بأشياء، وبات منتخبنا يواصل طريقه في الهبوط».
ولم يغب التجدّد التقني المتسارع، فارتباط الشباب بأجهزة البلاك بيري والآي فون، وتواصلهم المستمر من خلال المواقع الإلكترونية الاجتماعية كتويتر وفايسبوك، كانا يزدادان يوماً بعد يوم، بل إن الكثير من الشباب السعوديين تعرفوا هذا العام إلى عدد من ساخري اليوتيوب الذين أظهروا مواهبهم من خلال هذا الموقع بسلسلة من الحلقات التي تتناول قضايا المجتمع بأسلوب كوميدي هادف بطابع شبابي خالص.
حاجة للاطلاع
وتعتبر سعاد أن عام 2011 كان له حضور تقني خاص، عزّزه ما تخلله من أحداث جعلت الكثيرين على ارتباط وثيق بمواقع التواصل الاجتماعي وعلى إطّلاع على كل جديد يظهر منها.
أما متتبعو الساحة الثقافية، فافتقدوا في 2011 شخصيتين ثقافيتين لهما وزنهما، فالراحلان عبدالله بن خميس وعبدالكريم الجهيمان، على رغم أنهما من جيل يسبقهم، إلا أن التعرّف إليهما والى إنتاج كل منهما صدر من بعض المهتمين في هذا الشأن، الأمر الذي جعل غيابهما يحدث فراغاً في الساحة الأدبية والثقافية بالنسبة إلى الشباب، وهذا ما يؤكده فهد الذي يرى أن الثقافة المحلية ترتكز على المثقفين الكبار، ويضيف: «الجيل الشاب بحاجة إلى العودة لنتاج هؤلاء والنهل مما لديهم، ونحن هذا العام افتقدنا اثنين منهم يصعب حصر ما قدّماه».
بطالة، وتأمين وظائف، ودعم لباحثين عن أعمال، وحتى دعم لعاملين، وقرارات ملكية متنوعة في مصلحة المجتمع، كل ذلك امتزج هذا العام، ومنه صرف راتب شهرين لموظفي الدولة، وصرف مكافأة شهرين لطلاب التعليم العالي، واعتماد صرف 2000 ريال للمواطنين الباحثين عن عمل، واعتماد الحد الأدنى للأجور للعاملين في الدولة بمبلغ 3 آلاف ريال، واستحداث آلاف الوظائف في عدد من القطاعات.
وقبل أن يسدل الستار على هذا العام المتعدد الأحداث، عقدت القمة الخليجية لدول مجلس التعاون، وكانت في افتتاحيتها دعوة إلى تجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، وأنتجت هذه الدعوة تطلعات وآمالاً توزّعت بين الرغبة في مزيد من الارتباط بين دول الخليج العربي وشعوبها، ورغبات أخرى مثل توحيد العملة وغيرها، في انتظار تطبيق عاجل لها.