-
يوميات – حتى التصوف في العراق… يَقتلالسبت, 07 يناير 2012
الأحد 1/1/2012: نصف الصوت
صامتون ولا تلعنوهم. السوري نزيه أبو عفش والبحريني قاسم حداد وغيرهما شعراء كثيرون، لم يصرخوا نصرة لثورات لا يثقون بقياداتها، ولا يفرقون بين محطات صخبها ومحطات تحسّبها.
قد يكون مطلبهم شرطاً لا تلبيه ثورات حدثت وتحدث أو ستحدث.
الثورات في مكان والشعراء في مكان آخر، وحيث يلتقيان لا يتحقق الشعر ولا تتحقق الثورة. مجرد نشيد من نصف القلب يتلقاه الثوار بنصف الصوت وبقليل من القناعة.
> الاثنين 2/1/2012: رابطة الكتّاب السوريين
«رابطة الكتّاب السوريين» تأسست خارج سورية بتوقيع 110 مثقفين، يتزايد عددهم يوماً بعد آخر، باعتبارها «أول مولود ديموقراطي للثورة السورية»، كما قال الشاعر نوري الجراح.
ويبدو ان الرابطة المنحازة الى الثورة والمعادية للنظام لن تكون فرعاً ثقافياً للهيئات السياسية المعارضة، انما تضع ثقل المثقفين السوريين المعنوي في كفة «نظام ديموقراطي مدني تعددي حرّ، أساسه المواطنة ويتيح أوسع الفرص للطاقات الإبداعية».
وأبعد من الحماسة التي تجد مبررها في اليوميات الدموية السورية، فالرابطة مدعوة لوظيفة الضمير النقدي، توجهه الى النظام والى المعارضة أيضاً، لأن ما يؤرق المبدع السوري، المشهور بحيويته ومبادرته، هو المظاهر الأولية للتفكك الفكري والاجتماعي هذه الأيام في سورية، تلك المرشحة للتزايد مع اعتياد السوريين الحروب الصغيرة في بلدهم، الاعتياد الذي شمل ذات يوم اللبنانيين ومن بعدهم أهل غزة المحاصرة.
في الاعتياد الذي يعني التكيف مع الحروب، يكون للمثقف موقف الشهادة والضمير، وألا يندرج في التصفيق لنظام يراهن على بقاء مستحيل ولبعض المعارضة المعتمدة آلية النظام وإن بشعار مختلف: لنراقب جيداً التاريخ المتأرجح لـ «اتحاد الكتّاب اللبنانيين» ولـ «الاتحاد العام للكتاب والصحافيين الفلسطينيين».
منذ سنوات و«اتحاد الكتّاب العرب» في سورية في حال موت سريري، فعسى ان تعيش «الرابطة» خارج سرير الإيديولوجيا.
> الثلثاء 3/1/2012: صوفية ذات أنياب
نسمع عن الغرائب في العراق أكثر من أي بلد آخر، وأحدثها اعتقال متهمين بعمليات اغتيال بمسدسات أو بعبوات لاصقة ينتمون الى «الطريقة النقشبندية» المرتبطة بنائب الرئيس العراقي السابق عزة الدوري، القيادي البارز في عهد صدام حسين والذي لا يزال متوارياً.
نحن أمام طريقة صوفية تعتمد تراتبيتها على أمراء لا على شيوخ، وهي تمارس تأملاتها ومجاهداتها بقتل الناس، تحت شعار سياسي يتراوح بين مقاومة المحتل أو مواجهة النظام السياسي القائم.
تتحول النقشبندية في العراق من طريقة تأمل وانصراف الى العبادة ومناجاة الله الى فرق سرية مسلحة تقتل من تعتبرهم أعداءها. هذا التحول في السلوك الصوفي لم يحدث إلاّ في العراق، لأن النقشبندية في العالم العربي والإسلامي لا يزالون منكفئين على ذواتهم شأن أهل الطرق جميعاً. وتنسب النقشبندية، أصلاً، الى الشيخ محمد بهاء الدين شاه نقشبند البخاري من أعلام القرن الثامن الهجري، لكن بعض أهل هذه الطريقة ينسبونها الى الخليفة الراشدي الأول أبو بكر الصديق الذي أعقبه في قيادة طريقتها قاسم بن محمد بن أبي بكر، ثم جعفر بن محمد الصادق، ثم أبو يزيد البسطامي… وتكرّ السلسلة حتى شيوخ متفرعين في العالم الإسلامي.
تضمنت كتب التاريخ معلومات عن نقابات مهنية ذات اتجاه صوفي، حافظت على اقتصاد الشرق خلال مواجهة الغزاة أو في الحروب الأهلية، لكن عنف العراق هذه الأيام يطفئ روح الصوفية ويحل فيها الكراهية محل المحبة وإلغاء الآخر محل احتضانه.
ويأتي هذا الاعتداء على نهج اسلامي عريق في سياق تدمير الحاضر والماضي من أجل سلطة عابرة أو قيادة للقهر أياً كان الثمن.
حتى التأملات الصوفية تنضم الى ضحايا العنف العراقي (ربما العربي) لتتعرى بلادنا من أي قيمة.
ولنتخيل في غرائب العراق صوفياً، وقد دخل حالة الوجد، يقتل بشراً لا يعرفهم، منشداً لابن الفارض:
قلبي يحدّثني بأنك متلفي
روحي فداك عرفت أم لم تعرف
لم أقضِ حق هواك إن كنتُ الذي
لم أقض فيه أسى، ومثلي من يَفي
ما لي سوى روحي، وباذلُ نفسه
في حب من يهواهُ ليس بمسرفِ
فلئن رضيتَ بها، فقد أسعفتَني،
يا خيبة المسعى إذا لم تُسعفِ.
يا مانعي طيبَ المنام، ومانحي
ثوب السّقام به ووجدي المتلفِ
عطفاً على رمقي، وما أبقيتَ لي
من جسميَ المُضنى، وقلبي المُدنف
واسألْ نجوم الليل: هل زار الكرى
جفني، وكيف يزورُ من لم يعرفِ؟
لا غرو إن شَحّتْ بغُمضِ جفونها
عيني وسحَّت بالدموع الدُّرفِ
وبما جرى في موقف التوديع من
ألمِ النوى، شاهدتُ هولَ الموقفِ
> الأربعاء 4/1/2012: مجد الغياب
مثل سقوط ثمار ناضجة
أو غرق مفاجئ في المحيط.
تنقطع عن شجرة، عن أهل،
ولا يرثيك أحد.
المجد لهذا الغياب
حين يستقبلك الصمت
بعيداً من خطباء بالعربية يصخبون.
> الخميس 5/1/2012: الى كاتب مصري
أكتب، لا تتوقف، ولتحتفل بمئوية ولادة نجيب محفوظ (11 كانون الأول/ ديسمبر 1911)، مسجل الروح المصرية بما فيها الإسلام المصري الذي يجذب محبة الناس. كم يبدو الخطر محدقاً بهذا الدين على أيدي مترجميه سياسة وعنفاً. دعهم يجربون، وإن آذت التجربة أهلاً لنا نحبهم، فمصر هي فخ لهم هذه المرة، تراهم من الآن يخافون المسؤولية ويفتحون عيونهم دهشة مما يرون وخشية من نتائج ما سيفعلون. كان القول سهلاً، أما الفعل فهو اليوم أكثر صعوبة، وحدهم يتحملون المسؤولية ولا يستطيعون التنصل.
أكتب، لا تتوقف، ولتبق ينابيع الإبداع الفني رقراقة في أحلك الظروف. ومع احتفالك بمئوية نجيب محفوظ لا تنس نفسك وزملاءك وزميلاتك الذين يجددون الأدب والفن المصريين في أيامنا، خصوصاً الرواية والسينما والموسيقى.
بعد محاولة اغتيال نجيب محفوظ زاره في المستشفى القيادي الإخواني عبدالمنعم أبو الفتوح، والزيارة نتيجة قراءة لا يمارسها قادة كثر في أيامنا، وهم أعداء ما يجهلون حتى إذا عرفوا قبلوا أو تسامحوا.
أكتب، لا تتوقف، لا بد من أن يقرأوا يوماً وأن يشاهدوا ويستمعوا. لا بد، يا صديقي.
تعليقات
يوميات – حتى التصوف في العراق… يَقتل
سواء نقشبندية او قادرية او فرعونية فكل الطرق في بلادنا عبرت في اوان نشاتها وما زالت عن حالة فردية لشخص ما سرعان ما اصبح رمزا يشار له بالبنان … وهذا الامر هو السبب الرئيس والاساس في كل مصائب اهل هذه الديار وهو عبادة الشخص بل تاليه الشخص وجعله الها لا يخطيء .. وللاسف ان هذه العبادةتمتد من اعلى راس الهرم الى االقاعدة فالاله في بلادنا له درجات ومستويات وفي النهاية الكل اله وكل فرد من الكل له اله … وللخروج من الازمة التي مضى عليها قرونا وقرون ان يلغي كل منا الهه ويتجه فقط لعبادة الله وحده ولا يشرك به احدا لا ملكا ولا رئيسا ولا شيخا ولا اميرا ولا ضابط شرطة ولا مدير ادارة ولا مدير مدرسة … اللهم نجنا من الالهة البشرية سواء كانت نقشبندية او قادرية او علوية او سلفية او شيعية او سنية
يوميات – حتى التصوف في العراق… يَقتل
ما أثار دهشتي أن الکاتب لا یبدي أي شك في أن هؤلاء القتلة ینتمون إلی الطریقة النقشبندیة. لا أعتقد أنه لیس علی علم بذلك، ولکن کان من المفروض أن یؤکده للقارئ أیضا، بدلا من الأستمرار في التقریع وکأنه یکتب عن بعض الحقائق.
الفرضیة الأولی عن أن عزت الدوري کان ینتمي إلی الطریقة النقشبندیة خاطئة جملة وتفصیلا. فالدوري کان ینتمي إلی الطریقة القادریة، رغم أن هذا لا یعني البتة إلقاء الشبهة علی القادریة بدلا عن النقشبندیة.
النقطة المهمة الأخری بهذا الصدد هي أن النقشبندیة طریقة کردیة (علی الأقل في العراق)، أکثر منها عربیة. صحیح أن هناك عدد قلیل من المریدین العرب المنتمین إلی الطریقة، لکن المرکز الأساسي، تقلیدیا، لرواد وشیوخ الطریقة (المرشدین) هو کردستان. ومؤسس الطریقة في الشرق الأوسط والبلاد العثمانیة والبلقان هو الشیخ مولانا خالد الکردي الشهرزوري (1779-1827)، والکرد هم ضحایا الأرهاب قبل غیرهم.
يوميات – حتى التصوف في العراق… يجاهد في سبيل الله على طريق رسول الله
جيش رجال الطريقة النقشبندية في العراق الذي أسس من قبل شيخ الطريقة المجدد لهذا الزمان والوارث الحقيقي لنبي الله محمد العدنان عليه الصلاة والسلام الشيخ ابو عبدالله النقشبندي حفظه الله ورعاه ونصره على اعداء الإسلام وعلى أعداء العراق وأريد ان اوضح ان هذا الجيش بريء من كل اعمال السوء والفتنة والخراب وقتل الأبرياء باسم الجهاد؛ هدفهم واضح من بداية الأحتلال هدفهم القوات الأمريكية الغازية ولا يستهدفون المدنيين ولا حتى يقتلون الجواسيس بل ينتظرونهم عسى ولعلى يتوبون الى الله وبنسبة سيدنا مولانا خالد النقشبندي الكردي واصله من ال البيت ويرجع اصله من احفاد سيدنا الحسين رضي الله عنه ونحن كمسلمين لا ننسى فضل العرب لأنهم هم أخرجونا من الضلالة الى النور واغلبية من كان فداء لديننا الإسلام هم العرب واغلبية اصحاب رسول لله صلى الله عليه وسلم عرب و لا ننسى اذا ذلت العرب ذل الإسلام كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم.
الأربيلي