-
«تبدّد الطاقة النانوية» في بحث خليجي متألقالجمعة, 13 يناير 2012
يبدو أن جهود «معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا» في إرساء قاعدة علمية متينة في تقنيات الطاقة المتطوّرة، قد شرعت في إعطاء نتائج قوية. ويستند المعهد إلى تعاون وثيق من قِبل «معهد ماساشوستس للتقنية»، في بناء قاعدة صلبة للبحوث العلمية، خصوصاً التي تتناول الطاقة. ويعتبر المعهد من أبرز معالم مشروع «مدينة مصدر» البيئي. وتتميز هذه المدينة بأنها الأولى عالمياً التي تعتمد كلياً على الطاقة النظيفة، وهي خالية من الكربون كلّياً. وتعتبر من أبرز مشاريع البيئة في أبو ظبي.
أسطح ذرية لتبادل الطاقة
وأعلن المعهد أخيراً أن مجلة «نانوتكنولوجي» العلمية اختارت دراسة أجراها فريق علمي متقدّم في المعهد، باعتبارها من أبرز بحوث عام 2011 في مجال الطاقة النانوية. ويطلق تعبير النانو على البحوث التي تتعامل مع المادة على مستوى جزء من البليون من المتر، بمعنى أنها تتناول التحوّلات الذريّة للمادة والطاقة.
وضم فريق البحث الذي ترأسه ماتيو كييزا، وهو أستاذ مشارك في مختبر الطاقة وعلوم النانو في «معهد مصدر»، الاختصاصي سيرجيو سانتوس من المختبر نفسه، وقد تولى تحرير الدراسة. وشارك في البحث علماء من جامعات إسبانية وبريطانية، مثل الدكتور فيكتور باركونز، وجوزيف فورنت، وألبرت فيرداغور، ونيل إتش ثومسون وغيرهم.
وحملت الدراسة عنوان «إلى أي مدى يجري تطويع عمليات تبديد الطاقة في التفاعلات النانوية». وجاءت ضمن 21 بحثاً أعدها «مختبر الطاقة…» في مجال تكنولوجيا النانو في العام الفائت. واختيرت الدراسة للنشر في مجلة «نانو تكنولوجي»، التي نوّهت بأهمية نتائجها عبر وضع أحد الأرقام الأساسية في هذه الدراسة، على الغلاف الرئيسي للمجلة.
وركزت الدراسة على درجة التطويع في تفاعلات التبدّد للطاقة على مستوى النانو. وقدّمت تفسيراً وافياً للتفاعل بين دائرة نصف قطرها بضعة نانومترات من جهة، وسطح مكوّن من ذرّات مواد متنوّعة من الجهة الثانية. وبالنسبة إلى المهتمين بتكنولوجيا النانو، تمثل هذه الدراسة إنجازاً كبيراً لأنها تتيح التحكم في عملية تبادل الطاقة على مستوى النانو.
وتتبع مجلة «نانوتكنولوجي» لـ «مؤسسة الفيزياء للنشر» التي تقدّم ما يزيد على 60 مطبوعة علمية، إضافة إلى عدد كبير من المواقع العلمية الإلكترونية. وتهتم المطبوعات والمواقع ببحوث علمية عن مواضيع مثل تكنولوجيا النانو، علوم الفلك، الرياضيات، العلوم البيولوجية والفيزياء.
ويحظى خبراء «معهد مصدر» بمكانة عالمية في تخصّصاتهم، كما ينشرون أعمالهم في مجلات علمية موثوقة. وقد نشر البروفيسور كييزا أعمالاً عدّة في مطبوعتي «مجلة المواد الطبيعة» و»مجلة الفيزياء والطاقة الشمسية». وللمرة الأولى، نشرت مجلة «ساينس» أخيراً، بحثاً شارك فيه الدكتور إياد رهوان، الأستاذ المساعد في قسم «علوم الحوسبة والمعلومات» في «معهد مصدر».