• 1326649948348185300.jpg
 
بيروت
°22 م
°21 م
مشمس
لندن
°21 م
°11 م
زخات مطر
الرياض
°40 م
°26 م
مشمس
 
Dow Jones Industr(10340.7)
NASDAQ Composite(2710.67)
FTSE 100(5633.82)
^CASE30(0)
USD to EUR(0.7897)
USD to GBP(0.6526)
أرسل إلى صديق تعليق
تصغير الخط تكبير الخط
  • فليقم كل طرف بما عليه … إزاء الفلسطينيين!
    الإثنين, 16 يناير 2012
    بيروت – سامر مناع

    كرر أحد نواب كتلة نيابية لبنانية أكثر من مرة انتقاداً لعدد من المنظمات والهيئات الفلسطينية في لبنان حول آلية طرح المطالبة بالحقوق الانسانية، مخطِّئاً طرحها وكأنها توحي بأن سبب اللجوء من فلسطين عام 1948 كارثة طبيعية من فيضان او زلزال او غير ذلك، وليس عدواناً صهيونياً غاشماً. كما طالب بصياغة تسمح بالاستفادة من آلاف الشبان الفلسطينيين لمقاومة الكيان الصهيوني، اذ اعتبر ان هناك أكثر من 100 ألف شاب فلسطيني في لبنان يكوِّنون خزاناً بشرياً وذخراً للمقاومة في مواجهة الكيان الغاصب، واذا حملوا السلاح فسوف يغير ذلك كثيراً في المعادلات العسكرية. والواقع ان الشباب الفلسطينيين في لبنان تجاوز عددهم مئة الف منذ زمن بعيد.

    كلام النائب قد يُفهم على انه اتهام للفلسطينيين بأنهم نسوا السلاح ووضعوه جانباً بإرادتهم، وان مطالبتهم بالحقوق الإنسانية أشبه بالانطلاق بحثاً عن رفاهية الحياة وملذاتها. ليت النائب الشاب قام بزيارة للمخيمات للاطلاع على تلك الرفاهية التي تنازل في سبيلها الفلسطينيون عن حق عودتهم وآثروا العيش في مساكن آيلة للسقوط وفيضان مياه الصرف الصحي صيفاً وشتاءً، ناهيك بتفاصيل تلك المعاناة اليومية التي تدمي القلوب وتَكسِر الهمم، والكثير من الصحف اللبنانية يؤدي ما عليه في توضيحها، فيما حق العودة يسكن القلوب كما يسكن اللافتات المطالبة دائماً به.

    قبل أشهر قليلة في لبنان، شاركنا جميعاً في مسيرة العودة الى فلسطين التي قُدّر عدد المشاركين فيها بنحو 50 الف فلسطيني نصفهم من الشباب. وذكرت وسائل الاعلام ان المخيمات فارغة من ساكنيها، واذا اعتبرنا ان نصف الشباب من الفتيات، سيكون هناك نحو 10 آلاف شاب فلسطيني مشارك في المسيرة نضيف اليهم مفترضين ومبالغين سلباً، عشرين الف شاب لم يشاركوا، يبقى نحو سبعين الفاً.

    هؤلاء الباقون ليسوا في المخيمات وخارجها. سنجدهم يعيشون في السويد والمانيا وبريطانيا وكندا وأميركا والامارات العربية والسعودية، مهاجرين هرباً من حرمانهم الحقوق الانسانية في لبنان، يلتقطون بجفونهم ما يتيسّر من المال لإرساله الى عائلاتهم الصامدة في لبنان بانتظار إسقاط اتفاقيات الهدنة والسماح لهم بالمقاومة والعودة الى وطنهم المحتل، ويسيرون بصبر فوق رمال صحراء المحموم لكي يسدوا رمق الأمعاء الخاوية للنازحين من نهر البارد منذ 4 سنوات، ولمرابطين على شاطئ مخيم جلّ البحر يقاومون أمواج البحر ومياه الأمطار، وللاجئين في مخيم عين الحلوة يعانون فوضى السلاح الفلسطيني وغير الفلسطيني.

    أقول للنائب العزيز ان الشعب الفلسطيني قدم ما لم يقدمه شعب في العالم، بحيث غدت المرأة الفلسطينية أماً لشهيد واختاً لشهيد وبنتاً لشهيد وشهيدة أحياناً كثيرة، ليس زهداً بالحياة فقط، بل واجباً مقدساً تجاه الوطن فلسطين.

    واذا كنا لا نشك لحظة بتعطش الفلسطينيين شيباً وشباباً الى القتال ضد العدو الصهيوني، والاستشهاد دفاعاً عن ارض الجدود والأحفاد، لكنهم –وهنا الدور المباشر للنائب اللبناني- يريدون العيش بكرامة حتى تحين فرصة العودة، وهذا يحتاج لقوانين تزيل التمييز ضد اللاجئين الفلسطينين في لبنان… فليقم كل طرف بما عليه.

أرسل إلى صديق تعليق
تصغير الخط تكبير الخط

اضف تعليق

بريدك الإلكتروني لن يظهر علناً احتراماً للخصوصية