توقع مصرف «اتش اس بي سي» البريطاني في تقرير، ان تشهد اقتصادات دول «الربيع العربي» مرحلة «مخاض» قد تمتد الى ثلاث سنوات، لتنطلق بحلول 2015 لتحقيق انتعاش قياسي، كباقي الدول الناشئة التي يتوقع ان تقود العالم بحلول عام 2050. وقال كبار المسؤولين في المصرف خلال مؤتمر صحافي لعرض التقرير، إن لكل سوق أخطارها، والأخطار الجيوساسية في الشرق الاوسط امر تعودت المنطقة عليه، خصوصاً ان الاسواق التي يركز المصرف عليها، مثل السعودية والامارات وقطر ومصر، تملك امكانات كبيرة في مقوّماتها الاساسية او ثرواتها الطبيعية او التدفقات الاستثمارية الاجنبية او انتاجها النفطي او صادراتها، بالاضافة الى ان لديها شركات عملاقة، مثل شركة «سابك» السعودية، التي تنتشر في 20 بلداً حول العالم.

واكد نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لـ «اتش اس بي سي» الشرق الاوسط وشمال افريقيا، محمد التويجري، ان المصرف لا يعتقد ان التوتر السياسي الذي تشهده المنطقة، سواء في ما يتعلق بالربيع العربي او الملف الايراني، سيؤثران على القطاع المصرفي في المنطقة. ولم ينكر التويجري ان العام الماضي شهد العديد من عمليات اعادة الهيكلة وتراجعاً في البيانات المالية للشركات، جراء ازمة الديون في اوروبا. غير انه اشار الى ان بعض عمليات اعادة الهيكلة تحققت بنجاح، خصوصاً في دبي التي تمكنت من اعادة جدولة ديونها وتواصل العمل باتجاه اعادة جدولة بعض الديون، في خطوة مستقرة باتجاه النمو الطويل الاجل، والامر ينسحب على ابو ظبي التي تركز استثماراتها حيث ترى فرص نمو استراتيجية.

اتجاه صحيح

وأكد التويجري ان ما يدل على ان اقتصاد المنطقة يسير في الاتجاه الصحيح، هو ان «اتش اس بي سي» لديه 72 صفقة طرح اولي لأسهم وسندات ستجري خلال الاشهر القليلة المقبلة في المنطقة، واضاف ان المصرف اطلق الاسبوع الماضي سنداً بقيمة 4 بلايين دولار في السعودية، تمت تغطيته بمعدل ثلاث مرات ونصف مرة. وتوقع ان يكون هناك طرح او طرحان خلال الربع الاول من العام الجاري في الامارات.

اما الرئيس الاقليمي للخدمات المصرفية العالمية والاسواق في «اتش اس بي سي» الشرق الاوسط وشمال افريقيا سايمون كوبر، فأكد ان كثيرين من زبائن المصرف في الصين واميركا اللاتينية يتطلعون للاستثمار او تأسيس موطئ قدم لهم في المنطقة، خصوصاً في مصر، كما ان ليبيا تحتاج الى كل شي بدءاً من مشاريع البنية التحتية، ولمصر دور تلعبه في هذه المشاريع.

وتابع ان المصرف موجود في كل من ليبيا ومصر. وفي ما يتعلق بمعايير أخطار الاستثمار، قال ان العام الماضي غيّر كل المفاهيم. إذ بات المصرف يركز على الاسواق الناشئة، خاصة في ضوء ما يحصل في اوروبا وما قد يحصل في اميركا بعد الانتخابات الرئاسية.

واشار الى ان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تشكل جزءاً جوهرياً من استراتيجية المجموعة للأسواق الناشئة، ولا تزال مصدراً لتحقيق عائدات، لا سيما انها مصدر للثروات الهيدروكربونية، كما ان تركيبتها السكانية فتيّة.

وتوقع سايمون، ان تواصل الحكومات في المنطقة العربية الانفاق على البنى التحتية، ما يجعلها منطقة جذب للمستثمرين من جميع انحاء العالم، فضلاً من ان المنطقة استفادت من قوة البنوك المركزية فيها.