أرسل إلى صديق تعليق
تصغير الخط تكبير الخط
  • … ولكن
    الثلاثاء, 24 يناير 2012
    سوزان المشهدي

    على رغم جمال الطبيعة التي خلقها المولى عز وجل، وعلى رغم نظافة المكان، وعلى رغم الترتيب الواضح، وعلى رغم الأنظمة الصارمة التي تشعرك بأن البلد يمشي بمفرده وفق أنظمة معروفه لا تحتاج لمراقبين دائمين، ولكن يبقى الحنين الدائم والشوق يتأرجح داخل النفس والانتماء إلى مجتمع يتحدث اللغة نفسها ويدين بالدين ذاته.

    افتقدت بشدة صوت الأذان الذي يذكر بالمولى عز وجل، وافتقدت بشدة احترام أوقات الصلاة وإغلاق المحال التجارية بـ«استثناء الصيدليات واستقبال المستشفيات والشرطة والمطافئ» التي ما زلت أؤيدها وأشدد ألا تزيد في كل الأحوال عن 15 دقيقة منعاً لتعطيل مصالح الناس.

    ولكن تبقى في القلب غصة لما رأيته وما علمته وما سمعته، وزادت غصتي إلى حد الغبطة وربما تزيد قليلاً، ففي فرنسا مثلاً أرسلت الحكومة ممثلة في هيئة معنية بشأن الطفل والطفولة إلى أحد المبتعثين رسالة هذا نصها «علمنا من طبيبتكم أنكم سترزقون بمولود متوقع وصوله إلى الدنيا بعد ثلاثة أشهر، يسعدنا أن نعلمكم بأن الحكومة الفرنسية سترسل لكم مبلغ 1000 يورو شهرياً لمدة سنة لكي تتمكنوا من الصرف على المولود وتتمكنوا من إعطائه الاهتمام اللازم، وأن هناك دورات للأم والأب خاصة بالطفل ورعاية المواليد والتدريب على الولادة تقام بجانب بيتكم في المكان الفلاني وفي الساعة الفلانية كل يوم ثلثاء يسعدنا حضوركم للأهمية».

    للمعلومية هذه الأسرة سعودية وهي خدمة أو كما نسميها منحة لكل شخص يعيش على أرض فرنسا وليست خاصة بالفرنسيين!

    أسرة أخرى قابلتها عليها مخالفة بمبلغ 35 يورو نظراً إلى وقوف السيارة في موقف غير مخصص لها سافرت من دون أن تدفع الغرامة، ونظراً إلى أن النظام هناك يفيد أن الغرامة تتضاعف إذا لم تدفع خلال 21 يوماً وجدوا أنفسهم مطالبين بمبلغ 70 يورو، ولأن حجز العودة لم يكن متوافراً نظراً إلى اضطرار المبتعثين للعودة بعد انتهاء إجازة الكريسماس تأخرت الأسرة عن موعد تسديد الغرامة الأولى أسبوعاً فأرسلت للشرطة خطاباً مصحوباً بتذاكر السفر كمحاولة ربما تنفع للإبقاء على المبلغ الأساسي بعد نصيحة من أستاذ في الجامعة، فوجئت الأسرة بخطاب من الشرطة بعد ثلاثة أيام فقط يفيد «بتفهم الجهة المعنية واحترام عدم وجود نية للتأخير والإبقاء على المبلغ الأصلي فقط».

    بالطبع ليس من حق الأب ولا الأم الاستيلاء على المبلغ المخصص للطفل، فهو من أجل التطعيمات والملابس والتغذية المناسبة، وكلها ستكون تحت السيطرة عند المتابعة التي ستكون مجدولة بمواعيد وعند التأخير من دون سبب مقنع تتم محاسبة الأب والأم سوياً وإجبارهما على ذلك.

    الحالة الثانية الخاصة بتفهم الجهة المسؤولة أذهلتني لأني قرأت وشاهدت الخطاب بنفسي، لم يذهلني فقط الإبقاء على المبلغ الأصلي أذهلني الرد السريع الذي يوحي لك أن هناك أناساً تعمل بجد ونشاط وترد على الرسائل وأيضاً ليست مخصصة للفرنسيين، لذلك تقف كلمة و»لكن» في حلقي مع الكثير من الغبطة والإيمان بأن العالم الأول مسمى لم يأتِ من فراغ.

    [email protected]

    twitter | @s_almashhady

أرسل إلى صديق تعليق
تصغير الخط تكبير الخط

تعليقات

… ولكن

تعامل عجيب جدا مع من عاش في الأرض الفرنسية. … والله أنا من البشر الذي أفرح جدا لم يكون بلد مسلم ومسلمين يتعامليون مع أي انسان بغض النظر عن دينه وجنسية تعامل راقي وطيب وحس مسؤلية أفرح بذلك لانه يعود على الاسلام والمسلمين في خير كثير وهذا التعامل الطيب والمسؤلية الناتجة عن اهتمام كبير لمن يعيش على الارض ما يزيد لا محبة للبشر والتمسك بهذا البلد والتمسك بدينه وعاداته وانظمته كل هذا بمجرد التعامل. .. اما والله اشاهد التعامل في اتجاه و ديننا في اتجاه اخر. . نسأل الله ان يهدينا الى الصواب والتعامل الزين. .. تحياتي للكاتبة.

اضف تعليق

بريدك الإلكتروني لن يظهر علناً احتراماً للخصوصية