-
عشرات الضحايا في سلسلة تفجيرات طاولت معاقل تيار الصدر في بغدادالاربعاء, 25 يناير 2012
ضربت بغداد أمس سلسلة تفجيرات طاولت مناطق لتجمع العمال في معاقل تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات، فيما أكد قيادي منشق عن تنظيم «القاعدة» أن التنظيم يحاول استثمار الخلافات السياسية لإعادة حواضنه السابقة.
وقتل وجرح أكثر من 80 شخصاً في سلسلة هجمات بسيارات مفخخة وعبوات في أحياء بغدادية، حيث ينتشر تيار الصدر الذي يخوض منذ اسابيع صراعاً ضد جماعة «عصائب أهل الحق» المنشقة عن مليشيا «جيش المهدي».
وقتل ستة أشخاص وأصيب 11 بانفجار سيارة مفخخة في منطقة الشعلة شمال بغداد، فيما قتل شخص على الاقل وأصيب 15 بانفجار سيارة أخرى قرب تجمع للعمال في مدينة الصدر، بالتزامن مع مقتل 4 أشخاص واصابة 14 آخرين بانفجار في ساحة مظفر في مدينة الصدر ايضاً.
وعزا مصدر أمني الأمر إلى الخلافات السياسية والحزبية، ولمّح مصدر في وزارة الداخلية في تصريح الى «الحياة» الى ان التفجيرات تعكس حال الاستقطاب السياسي والعسكري بين المليشيات الناشطة داخل هذه المناطق.
واضاف: «لدينا معلومات تؤكد تورط بعض الجماعات التي أعلنت التخلي عن سلاحها (عصائب أهل الحق) في هذه العمليات كي تعلن انها ما زالت موجودة ويمكن ان تمارس نشاطها في أي وقت».
في هذه الأثناء قتل أحد أفراد الشرطة وأربعة من أفراد عائلته في هجوم على منزله في منطقة أبو غريب، فيما قتل شقيقان من عناصر «الصحوة» وامرأة مسنة وأصيب ثلاثة آخرون، بينهم طفلة بتفجير منزلهم في المنطقة ذاتها.
وأبو غريب من المناطق المضطربة، وكانت من المعاقل الرئيسة لتنظيم «القاعدة» الذي كثّف عملياته ضد «الصحوة» ورجال الشرطة في المناطق السنّية وتجمعات السكان والأسواق في المناطق الشيعية.
وأكد القيادي السابق في «القاعدة» ناظم الجبوري لـ»الحياة» ان التنظيم «يسعى الى استعادة حواضنه الاجتماعية السابقة، واستثمار شعور أهل السنّة بالتهميش».
وقال ان «غالبية القادمين من افغانستان الى العراق تأتي عبر ايران، كما ان القاعدة تعزز وجودها في افغانستان من طريق استقدام عناصر جديدة من كل العالم عبر طهران بسبب صعوبة الطريق في بيشاور».
واضاف: «ان القاعدة تخطط منذ فترة لاستهداف المراقد المقدسة الشيعية في النجف وكربلاء لكنها لم تنجح حتى الآن وتسعى إلى إعادة التخندقات الطائفية بتفجير أحد هذه المراقد».
وتابع ان «السنّة بدأوا يشعرون بالحاجة الى جهة تحقق لهم التوازن في المواجهة مع الحكومة، لا سيما بعد الأزمة السياسية لأنهم يشعرون بالغبن والتهميش، ويعتقدون بأن انشاء فيديراليات أفضل من البقاء تحت رحمة حكومة تتعامل معهم كمواطنين من الدرجة الثانية». وأشار الى ان «هناك ثقافة في الوسط السنّي بدأت تعود وهي ان التعامل مع المؤسسة الامنية خيانة للطائفة والمعتقد والدين»، كما ان البعض يقول: «ان لم تكن مع القاعدة فلا تحاربها، لأنها تمثل ورقة ضغط وحيدة في مواجهة الحكومة».
ورأى الجبوري ان «تفاقم الأزمات السياسية يشجع كل الحركات المسلحة». ووصف استعراض مليشيا «جيش المهدي» في النجف بأنه «يعكس ازدواجية الحكومة في التعامل ويعطي صدقية كبيرة لخطابات القاعدة التحريضية».
الى ذلك، دعت وزارة الداخلية العراقية في بيان الأهالي إلى توخي الحذر من التفجيرات المزدوجة أو المتتالية، وقالت إنها «تهيب بالمواطنين الكرام ضرورة توخي الحذر والانتباه إلى الأساليب الإجرامية التي يتبعها الإرهابيون من خلال التفجيرات التي ينفذونها بين الحين والآخر»، مشيرة إلى أن «هذه الشراذم الإرهابية تحاول حصد أكبر عدد من الضحايا الأبرياء بتنفيذ تفجيرات مزدوجة متتالية في أوقات متفاوتة بعد تجمع أكبر عدد من المواطنين».