أرسل إلى صديق تعليق
تصغير الخط تكبير الخط
  • حقيبة لافروف
    الإثنين, 06 فبراير 2012
    غسان شربل

    أطلق الفيتو المزدوج في مجلس الأمن العنان للمخيلات والتفسيرات. ولا مبالغة في القول إن الجلسة كانت استثنائية. الحدث السوري شديد السخونة والمجلس انعقد على دويّ الأنباء عن مجزرة مروّعة في حمص. الاستقطاب الدولي حول الأزمة سجل تصاعداً. والدول الغربية رفعت مستوى حضورها في بداية الجولة الجديدة أمام المجلس.

    أحبط الفيتو مشروع القرار العربي – الغربي. ثمة من رأى أن روسيا أرادت استخدام الأزمة السورية لإطلاق أزمة كبرى في العلاقات الدولية. أرادت أن تبعث برسالة الى الولايات المتحدة أنها ليست طليقة اليدين في الشرق الأوسط ومجلس الأمن. وأنها لا تستطيع الاتكاء على الشرعية الدولية للمساهمة في تقويض نظام واستكمال رسم ملامح منطقة. وأن روسيا لا تستطيع التساهل في مصير آخر موقع لها في الشرق الأوسط وتحديداً على خط التماس العربي – الإسرائيلي.

    ورأى آخرون ان الصين أرادت بدورها القول إن على الولايات المتحدة أن تلجم اندفاعها وأن تفكر في مصالح الآخرين. وأن الصين تتعاطى مع الأزمة السورية وعينها على ايران ومصالحها هناك ومصادرها من النفط الإيراني. وأن الصين تفكر في العقود المقبلة ومخاطر أن تسقط بحيرة نفط الشرق الأوسط بكاملها تحت النفوذ الأميركي. وأن هذا السقوط سيضع قيداً على صعود العملاق الصيني.

    ثمة من اعتبر أن الأزمة الروسية – الأميركية الحالية هي من قماشة الأزمات الكبرى وتكاد تشبه أزمة الصواريخ الكوبية في بداية الستينات. ولمح هؤلاء الى أن تلك الأزمة انتهت بسحب الصواريخ السوفياتية من كوبا مقابل تعهد الولايات المتحدة بعدم التدخل عسكرياً لإطاحة نظام فيديل كاسترو. لكن الحقيقة هي أن الأزمة مختلفة بموقعها وحدّتها، والفاصل بين الأزمتين نصف قرن، وموسكو الحالية هي موسكو الروسية وليست السوفياتية، وأن «الحرب الباردة» جرت في ظل موازين أخرى.

    ثمة من توقف عند جانب آخر. اعتبر هؤلاء أن الجانب الأميركي لم يكن غافلاً عن أن الجانب الروسي سيلجأ الى استخدام حق النقض. وأنه دفعه متعمداً الى هذا الموقف الذي يضع روسيا في مواجهة ائتلاف عريض يمثل الغالبية. وأن موسكو اضطرت عملياً الى الوقوف ضد إرادة الجامعة العربية. وبدت معادية لـ «الربيع العربي» لأنه ينجب إسلاميين كلما سقط نظام وفتحت صناديق اقتراع. وأن موسكو ستدفع بالتأكيد ثمن اصطدامها بالمشروع العربي – الغربي. ومنذ لحظة التصويت ارتفعت أصوات غربية وعربية تحمّل روسيا مسؤولية أي انزلاق سوري الى حرب أهلية مفتوحة واتخذت منظمات دولية موقفاً مشابهاً.

    واضح أن روسيا تريد أن تكون عرابة الحل أو مفتاح الحل. وأنها تتطلع الى صيغة تحفظ النظام مع إدخال إصلاحات عليه. صيغة تحول دون انهيار المؤسسات وخصوصاً الجيش وما يعنيه بالنسبة الى التركيبة السورية. بقاء المؤسسات يتيح لروسيا الاحتفاظ بقدر من مصالحها ودورها، خصوصاً إذا انتزعت حق رعاية الحوار أو المرحلة الانتقالية.

    تستطيع سورية في المقابل الحديث عن وفاء الحليف الروسي. وأن موسكو لن تسمح بتمرير قرار في مجلس الأمن يدعو الى تنحي الرئيس بشار الأسد أو يبرر تدخلاً عسكرياً، وهو غير مطروح حالياً، أو فرض عزلة دولية كاملة على النظام. لكن سورية تدرك في الوقت نفسه أن وضعها الدولي بات معلقاً بالخيط الروسي، ولمثل هذا الوضع ثمن لا بد من دفعه.

    لروسيا مصالح في سورية ولكن لها مع الغرب لائحة طويلة من المتاعب والمطالب والملفات والمصالح. من هنا تبدو زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس أجهزة الاستخبارات الخارجية ميخائيل فرادكوف الى دمشق غداً شديدة الأهمية. لا بد من الانتظار لمعرفة ما سيطلبه لافروف من الأسد. أغلب الظن أن موسكو ستطلب ما يساعد على تحريك عملية البحث عن حل وما يجنب البلدين عزلة إقليمية ودولية. ستطلب موسكو ثمناً لموقفها في نيويورك. والطريق الى الحل لا بد من أن يكون قريباً مما طرحته الجامعة العربية مع شيء من التعديلات. إن السؤال الملحّ الآن يتعلق بحقيبة لافروف. بأي مطالب سيصل الى دمشق وبأي أجوبة سيعود منها؟ لا تستطيع دمشق التعامل مع حقيبة لافروف كما تعاملت مع حقيبة نبيل العربي.

أرسل إلى صديق تعليق
تصغير الخط تكبير الخط

تعليقات

حقيبة لافروف

الدولة الروسية الحالية هي وريثة شرعية للإمبراطورية القيصرية الروسية والإتحاد السوفياتي المقبور. إن المتابع للسياسة الروسية على مدى عشرات السنوات الماضية يجد طابعا يمزج بين الإنتهازية والطمع وحب السيطرة على الآخرين وعلى غرار ما تفعله وتتصرفه مع اكثر من مئة قومية مختلفة نجد أكثر من عشرين منها في القوقاز الذي تسيطر عليه روسيا رغما عن إرادة الشعوب المغلوبة على أمرها.
إن أسباب تصرف روسيا غير المستغرب هو إبقاء نفط الشرق الأوسط خارج السيطرة الغربية حسب تصورها من خلال المراهنة على محور إيران-سوريا الأسد واستثمار فوزها بالتسهيلات في الموانئ السورية، وكذلك في محاولة يائسة لإيقاف قطار الربيع العربي المندفع في سوريا حيث ترمي إلى إرسال رسائل للمعارضة الروسية التي قررت اتباع نهج ثورات الشّارع العربي كأسلوب للمطالبة بالحقوق الإساسية للإنسان في روسيا.
يجب منح الشعوب حق تقرير مصيرها.

حقيبة لافروف

تقاطع المصالح الدولية في الصراع على سورية ليس جديدا, وأنما قديما قدم الصراع الدولي و الفيتو الروسي الصيني هو توريط للنظام السوري لأضعافه و تفكيك الدولة السورية بجميع مكوناتها و خاصة تدميرالجيش والأقتصاد و تحوي حقيبة لافروف المصالح الروسية المرتبطة بالسوق الغربي والأمريكي بالأضافة لكشف الوضع الأمني الداخلي في سورية في ظل مرحلة الحسم الأمني و النصيحة الروسية الأخيرة للنظام …..!

حقيبة لافروف

ليس عند النظام السوري أي خيار سوى استمرار الحل العسكري لحين السقوط الذي سيكون مدويا. إنه الخيار 0 فأي حركة بأي اتجاه تعني انهيار القلعة الكرتونية.
سيستمر النظام بالقتل لحين يُقتل رؤوس النظام.

حقيبة لافروف

روسيا ليست لاعبا جديدا ومتدربا فى شئون الشرق الاوسط. روسيا تدرك خطورة ما تفعله السياسة الامريكية العدوانية والاجرامية، وانعكاساتها على الشرق الاوسط. روسيا تدرك لماذا سمحت اخيرا الولايات المتحدة الامريكية بفتح قمقم السلفية والتحالف مع القاعدة مرة اخرى.
روسيا ومعها الصين ليسوا بالغباء الذي يتصوره الامريكان وبعض الدول العربية. تلك الدول تحتاج الى الصبن وروسيا لدعمهم ضد البولدوزر الامريكي الصهيوني الذي يهدد الجميع.
لذلك على العرب ان لايعتمدوا كثيرا على الولايات المتحدة عليهم تحسين علاقاتهم مع دول الجوار مثل ايران وغيرها، عليهم اعادة النظر فى علاقاتهم بالغرب .

حقيبة لافروف

نعتز بقرار تونس الحريه بطرد سفير سفاح الشام من ارضنا الحره و نطالب الدول العربيه و الاسلاميه بعمل نفس الشيء

حقيبة لافروف الدموية

وحدها سورية عندما تقع تكسر السكاكين عليها, من الأخ والجار والصديق والعدو والغريب, شاءت الصدف السيئة أن تتزامن الإنتفاضة الشعبية السورية مع الإنتخابات الرئاسية في أمريكا وفرنسا وروسيا وإيران, وكلها دول ملت شعوبها من خذلان حكوماتها لها في قضاياها الداخلية, وكلها تسعى لانتصار خارجي حتى لو كان افتراضيا لتبقى في الحكم.
وللأسف ربما صارت المحنة السورية الداخلية الصيد المتوفر لهذا الإنجاز الخارجي.
وبالعودة لأمر روسيا في سوريا وهو موضوع المقال, فإني كمواطن سوري أبشر روسيا بأفول نجمها كلياً من سماء وأرض سورية, فقريبا سترى روسيا كيف سيتحول القيتو الروسي في مجلس الأمن اليوم إلى فيتو شعبي ضد وجودها في سورية غدا, ولاشك عندي أن القيادة الروسية ستشرب قريبا من نفس الكأس التي تشرب منها القيادة السورية حاليا.
الله لايخلف وعده لمن عقل وتوكل عليه.

أيمن الدالاتي _ الوطن العربي

الدوافع الروسيه

الكل يتكلم عن دوافع الموقف الروسي وخلفياته واسراره ولا يتكلم عن الدافع الرئيسي لهذا الموقف وهو العامل الأرثودوكسي لا ادري لماذا نسي او تجنّب الكتّاب هذا العامل رغم اهميته القصوى فمعلوم ان الطائفه الأرثودوكسيه هي اعرض واكبر طائفه مسيحيه في الشرق العربي خصوصا (مصر وبلاد الشام) وروسيا زعيمة العالم الأرثودوكسي وهي تقول للغرب وامريكا لقد ولى ذلك الزمن الذي تركناكم في تتحكمون في الشرق ومسيحيّ الشرق فنحن لنا فيه اكثر مما لكم!!
طبعا روسيا تلعب في الوقت الضايع لأن روسيا اليوم ليست الأتحاد السوفيتي او سوفييت الأمس،(روسيا تحج والناس راجعه)
اذن روسيا على قناعه ان الربيع العربي(المدعوم من الغرب الكاثوليكي البروتستانتي) سيقضي اول ما يقضي على الوجود المسيحي الأرثودوكسي!! يعني خطة ايران ومليشياتها في تهجير مسيحيّ العراق أتت اكلها اليوم فأوقعت روسيا في حبائلها(ايران تقتل القتيل وتمشي في جنازته).

اضف تعليق

بريدك الإلكتروني لن يظهر علناً احتراماً للخصوصية