-
عيون وآذان (نحن لن نشتري إسرائيل، وهم لا يبيعون ديموقراطية)الثلاثاء, 21 فبراير 2012
كنت أراجع ما تجمع لي من أخبار غربية وتحقيقات وتحليلات وأنا أستعد للسفر إلى القاهرة أمس وفوجئت بحملة أميركية ظالمة وكاذبة حتى الفجور على السيدة فايزة أبو النجا، وزيرة التخطيط والتعاون الدولي، بسبب اعتقال اميركيين يعملون لمنظمات غير حكومية في مصر.
الموضوع يعرفه المصريون جيداً فأزيد لهم وللقراء جميعاً رواية الميديا الأميركية لما حدث.
«واشنطن بوست» في افتتاحية قالت: «إن الحملة ضد المؤسسة الجمهورية الدولية والمؤسسة الديموقراطية الوطنية وبيت الحرية «تقودها وزيرة التعاون الدولي فايزة أبو النجا»، وهي مدنية من مخلفات نظام مبارك وديماغوجية طموحة تنتهج أسلوباً مطروقاً جيداً في السياسة المصرية هو استثارة المشاعر الوطنية ضد الولايات المتحدة كطريقة لمهاجمة المعارضين الليبراليين في الداخل».
أختنا فايزة ليبرالية، والمشاعر ضد الولايات المتحدة لا تحتاج إلى أن تُذكّيها وزيرة أو حزب، فالولايات المتحدة تؤيد دولة أبارتهيد واحتلال مجرمة هي إسرائيل. كذلك الحروب الأميركية قتلت أكثر من مليون عربي ومسلم في العقد الأخير ولا يزال القتل مستمراً.
أيضاً المنظمات المذكورة يمولها «الوقف الوطني للديموقراطية»، والأوليان تمثلان الحزبين الجمهوري والديموقراطي وسياستيهما ومصالحهما، لا أي مصلحة مصرية، أما بيت الحرية فهو مليء بليكوديين معروفين ورجال لوبي إسرائيل. ثم إن سمعة الوقف إياه هي إثارة القلاقل من روسيا إلى نيكاراغوا إلى أوكرانيا وجورجيا وصربيا وكل مكان.
أستطيع أن أفند كل سطر في الافتتاحية، والجريدة لا تكتفي بها وإنما تنشر خبراً بالمعنى نفسه عنوانه «مهندسة الحملة على المنظمات غير الحكومية في مصر من مخلفات مبارك». ولا أقول سوى إن: «كاتب الخبر وكُتّاب الجريدة كلهم لا يعرفون السيدة فايزة كما عرفتها على امتداد ربع قرن، فهي مفخرة لمصر وللعرب، ولو أن لها أخطاء أو مخالفات لما رحمها ثوار مصر».
الكاتب الإسرائيلي الهوى مايكل غيرسون، في «واشنطن بوست» أيضاً، يعتبر الحملة على المنظمات غير الحكومية تنذر بالشر ويتحدث، كما فعل الآخرون، عن احتمال قطع المساعدات العسكرية الأميركية.
وعلى الأقل ديفيد إغناشيوس كتب بموضوعية عن الخلاف (لم يبقَ غيره موضوعياً هناك) وحذر من «إذكاء الولايات المتحدة الفوضى في القاهرة».
«نيويورك تايمز» كتبت عن الموضوع بالتحامل نفسه والخطأ والتلفيق، وافتتاحيتها «نهج مصري غير حكيم» بدأت بالقول:» إن عسكر مصر أكثر مَنْ يتلقى مساعدات من الخارج، أو حوالى 1.3 بليون دولار في السنة، أي أكثر من 39 بليوناً في العقود الثلاثة الأخيرة».
أبداً. هذا كذب. مصر ما كانت تلقت دولاراً واحداً لولا معاهدة السلام مع إسرائيل، فالمساعدات لمصر تقع في خانة إسرائيل وحدها، وهي دولة معتدية محتلة لها نصف المساعدات الخارجية الأميركية أو أكثر لأن لوبي إسرائيل اشترى أعضاء الكونغرس.
وبما أن الجريدتين تشتركان في المصادر فهما تشتركان أيضاً في الخواطر. لذلك ضمّت «نيويورك تايمز» خبراً يبدأ بالقول: «إن أختنا فايزة من «مخلفات عهد مبارك»، وإنها تقود الحملة على 16 أميركياً يواجهون تهماً إجرامية وتتحدى المجلس العسكري الحاكم». (أرقام المعتقلين تختلف من جريدة الى أخرى).
فايزة أبو النجا تفعل هذا؟ هل هناك اثنتان فايزة، واحدة أعرفها أنا، وواحدة يعرفها الأميركيون، أو الإسرائيليون الذين يحملون جنسية أميركية.
قرأت أيضاً:
– هجوم مصر على المجتمع المدني.
– مصر تتحدى الولايات المتحدة بتوجيه تهم إجرامية إلى 19 أميركياً.
– مصر تدير كتفها ببرود: موجة مفاجئة جديدة ضد أميركا تزدهر في القاهرة.
– أزمة رهائن تغلي في القاهرة.
– العسكر المصريون يجعلون الولايات المتحدة كبش الفداء لجرائمهم.
ما يجمع بين المتطرفين الذين اخترت مما كتبوا أنهم ليكوديون من أعداء العرب والمسلمين وهجومهم على فايزة أبو النجا وسام على صدرها. تصوروا معي الإحراج لو كان أوباش لوبي إسرائيل امتدحوها.
أخيراً، بين المحتجزين الأميركيين في مصر سام، ابن راي لحود، وزير العمل الأميركي. والابن مدير مكتب المؤسسة الجمهورية الدولية، وهو آخر مَنْ يروّج للديموقراطية، فما قرأت عنه أنه عمِلَ مراقباً أيام الاحتلال الأميركي في العراق. نحن لن نشتري إسرائيل، وهم لا يبيعون ديموقراطية.
عيون وآذان (نحن لن نشتري إسرائيل، وهم لا يبيعون ديموقراطية)
التدخل الأمريكى والغربى فى شئون مصر هو خط أحمر سواءً جاء عن طريق منظمات مدنية او رسمية, وقد انتهى هذا العهد الى الأبد. ولكن الشئ الملفت والمحزن أن هذه الأموال والتغلغل فى شئون مصر كان يتم تحت سمع وبصر مبارك ونظامه وفايزة أبو النجا كانت جزءا من ذاك النظام فكيف ولماذا ومتى اصبحت فايزة ابو النجا بطلة قومية؟ انه لشئ مريب. ألم تكن الوزيرة على علم بما حدث فى عهد مبارك؟ فايزة ابو النجا هى التى توسطت لدى المشير لاستخراج جوازات سفر لأسرة يوسف غالى الوزير الهارب وقد اسموا القرار عملا انسانى وأنا أسميه عمل فوضوى وانحياز لنظام بائد